لا تقلقون مشاعري الشاعر محمد محمود

لا تقلقون مشاعري

إن غدوت نحو الصواب

لا تزعجون خاطري وأنا

فوق وجه الماء

إن قدمت نحو البحر أمهلوني

حتى أنادي عليها لتعود

رأيتها بالأمس واليوم

تتجلى في ثياب عرسها في الماء

وكأنها عروس البحر وتلوح بيديها

كأنها تستقبل المجيء إليها

وتلتقي بأول خيوط المشاعر منها

وتودع الصمت والذكريات

هي التي أصبحت رمزا للحلم لي

وأنا لها الروح التي تسري بالجسد

ناديتها وكأنني أقف أعلى الفضاء

من أقاصي مدن الجرح والدموع أنادي

وضجيج الصوت يزلزل الميزان

في الكون ويرعد الكواكب

وعلا صوتي من مأذنة الكمد والسكون

لأفتح أول أبواب كتاب العمر

وأفكك شفرات الحروف واللغة

وعيناها من بعيد تنادي جسدي

كأن الوطن والسكن والسند عندي

وأن لغتي هي التي تناسب وقتها

رأيتها في لغات عديدة وصور كثيرة

على أ طب ياف الموج بالبحر

فوق ضفائر بنات الرياح

وبين ثمار النخيل ونثار الرمل

رأيتها في مساحات خضراء

في ساحات العاشقين وحولها الزهور

كلما نظرت إليها زحف من جسدي الهم

ورحل خلف بلاد العشيرة

وسنوات العمر رأيتها من جديد

بلون جديد وثياب بهية كأنه العيد

كانت لي بداية الحياة وأول الجسر

و المدد والمداد لرحلات السفر

آه من خصرها الفتان بلا حدود

أورق على قلبي بالربيع الأخضر

وغردعلى أوتاري دم عاء العصافير

وتنغمت قافيات القصيدة وزادت جمالا

وأصبحت نصوصها تحمل البهاء الجديد

فلا وجود للوجود في ظل غيابها

هي كل الحروف التي لا تقولها المرايا بل تراها المشاعر في كل النوايا..

فلا تقلقون مشاعري

إن غدوت نحو الصواب

لا تزعجون خاطري وأنا

فوق وجه الماء

الشاعر محمد محمود

أضف تعليق