الأول
من سلسلة خواطر
وعد الله حديد
في اليوم السادس عشر
الحبُّ الأول
الحبُّ
الأول
من سلسلة خواطر
وعد الله حديد
في اليوم السادس عشر
الحبُّ الأول
. . . سِجالٌ طالَهُ بالذِكرِ الكثيرونَ قبل اليوم , إنني لا أكادُ أجِدُ وافِرَمُتعةٍ في الكتابة فيه بل أراهُ موضوعًا سمِجًا
مُستهلَكًا بِسبقِ إصرار وسوف لن يُفضِيَ إلى حِكمةٍ أو موعِظةٍ أو وُجهةَ نظرٍ ينتفِعُ بها من يبغي نفعًا على النت
أو على مستوى البشرية بشكلٍ أعَمْ ولكن . . .
سنقتحِمَ السجالَ جِدلًا عن طيبِ خاطِرٍ عسى أن نَحضى بِتوفيقٍ في إخراجهِ بِحُلَّةٍ جميلةٍ و أن يَجِدَ السِجالُ اهتمامًا
أيّما كان ذلكَ الإهتمامُ شكلُهُ عند المُتصفِحِ فالأمرُ كلهُ لن يعدُوَ عن كونه تَحَدٍّ خجولٍ لِمجملِ قدُراتي الفكرية والأدبيةِ
الحبُ الأولُ يمكن أن يُسجِلَ حضورًا في غفلةٍ مِنّا وغفلةٍ من الزمن والأكثرُ غفلةً أنْ سيكونَ حُبَّا من النظرةِ الأُولى
تِلكَ لاشَكَّ مُصادفةٌ غريبةٌ . . فريدة .
لن يَستعيدَ عنتَرةُ أمجادَهُ فيُحطِمَ قاعدةَ الحبٍ الأول فيبادرُ إلى امرأةً غير ابنة عمِهِ فيهيمُ بها , مافعلها عنترةَ النجيبُ ولن . .
يفعلها . . عبلةُ هي حُبُهُ الأولُ وهي حبُهُ الوحيد .
ما ذَكَرَتْ لنا الأساطيرُ أنه نقضَ عهد ليلى فعشق غيرها , قُمْ اليومَ ضيفًا كريمًا بيننا أيها العاشِقُ المغوار لترى بِأُمِّ عينيك
تفاهة الوضع وسفاهةِ البعضِ ممن استباحَ القيَمَ والمشاعرَ النبيلةَ وألقاها قُمامةً خلف ظهره وتباهى بكثرة وتنوع مغامراتهِ
اللَهويةِ و العبثيةِ .
ومِثلُ عنترةَ قيسُ يُعلِنُ عن حضورِهِ . . قيس بن المُلَوّح هذا الذي
اختلط عليه عقله بحرمانه من رؤية ليلى ، رفض والدها تزويجها منه وأجبرها على الزواج من ورد العقيلي . تاه في القفار
ولازَمَ وحوش البراري وهام على وجههِ مجافيًا الحياة حين اقترنت ليلى بالمدعو وَرد ,
أكل من نبات الأرض وشرب من ينابيعها وطال شعر رأسه حتى ألفته الظباء والوحوش ولم تعد تنفر منه , لقوهُ ميتًا ضمن
كومة من الحجارة في احدى القِفار .
هكذا كان الحب الأول ,,,,كان هو الأخير .
ومِثلُ قيسُ وعنترةَ الكثيرُ ممن آمن منهُم بمبدأ أن الحب الأول هو الأسمى من منطلق الوفاء بالعهد والرضوخ لِأوامر القلب .
ترقى النظرةُ الأُولى منزلةً ساميةً لما تُحِسُ بِهِ امرأةٌ أو بِما تشعُر إزاءهُ , إنني أجهلُ تمامًا مايدورُ بِخُلدِ امرأةٍ في موضوعٍ
لايُمكن أن تُفصِحَ فيهِ عَمّا يجول بِخاطرها بِشكلٍ سافِرٍ ضمن أُسرتها وبين رفيقاتها أو ربما فوق صفحات النتْ , ذلك هو
. . حياءُ الأنثى .
أرى أن الحبَ الأولَ هو مناورةٌ عاطفيةٌ بائسةٌ لافتقار الأطرافِ إلى مُجردِ تجربةٍ أو إلى خزينٍ مشاعريّ يُناسِبُ الحدث
ويتفاعلَ معه بسلاسة وشفافية في أجواءٍ أخلاقية نائيةً عن الإبتذال .
لِقاءٌ عرضِيٌ ونظرةُ يتيمةٌ إحتملَا بوادر رِضًّا , إنفرجتْ الشفاهُ عن ابتسامةٍ تزامنتْ مع النظرة فتَوَثّقَ الحدثُ وأصبح أن
لاسبيل لتفنيده فتَوَجَّبَ الأمرُ استثمارَهما نظرةً وابتسامةً في مشروع مشاركة حياتية .
المرأة التي أحسَّ الرجُلُ أن شيئًا ما قد جذبَهُ إليها قد أصابتْ منزِلةً في قلبه حسبَ قناعته وأن أيَّ نكولٍ أو بوادر اغترارٍ
من شأنِهِ أن يُظهرَ نواياهُ بأنهُ ما كان جادًّا بل هو متهافِتًا مُحِبًّا للمغامرةِ , وربما أرادَ
مُباهاةً بدليِلِ الوجاهةِ والوسامة التي تُعلِن عن نفسِها في هندامه ومقتنياته وهي التي أوحَتْ أو سوف توحي اليهِ سوء نهجِهِ
الحب الاولُ دُعابةٌ للاستهلاك الأدبي بين خاطِرةً وقافيةً , لن يعترفَ رجُلٌ بِأنهُ قد أتى أمرًا مُشينًا حين يمارسُ مُغالاةً ووعودًا
مُلَفّقةً مُغلَفةً , لاغرابة أن يكون مراوِغًا مُخادعًا . .
أُخمِنُ أنَّ . .
امرأةً سوف تكتفي بمن رضيتْ به رجلًا قد أعجِبتْ به من مُنطلقِ أنه ربما كان هو قدرُها فتفوقت على الرجل بمراحل كثيرةٍ
واطمأنتْ بأن الحُب الأول قد حَلَّ بديارها وسوف لن يعقُبَهُ حُبٌّ أخر فسوف يكون هو . . الأخير .
ها أنت قد أصبتَ سهمًا أيها الانسانُ من النظرةِ الأُولى أو من غيرها فليكن هذا حافِزًا بأن تمضي قُدُمُا باتجاه تتويج ذلك الحب
وأن لا تَتَبِعَ سُبُلَ الظلالةِ بالمراوغة والخداع فتذهب باتجاه إشباعِ رغَباتٍ مُبَيَتةً تستنزف فيها مشاعر وأماني من خَمَّنتُ أنكَ قد
. . أحببت .
الحبُّ ليس أعمى كما يحلو للبعض أن يصفَهُ بل هو على قدرٍ كافٍ من التبصُرِ والرؤيه , هو مزيجٌ متجانِسٌ من المشاعِر
والأخلاق فإن سقط احد هذين العنصرين بسبب تنصُلِ واستهتارِ أحد الشريكين تداعى الهرمُ وآلَتْ المشاعِرُ ومن بعدها الشراكةُ
الى الضمور والاندثار .
الحب مسؤوليةً بتنوُعِ توجُهاتها فخُذ بتلك المسؤوليةِ دستورًا قبل أن تُقرِرَ التأهُلِ بمن تراه أهلًا لتبنّي زخم مشاعرك ,
حينها يمكن لِرجلٍ أن يُباهي نفسَهُ بِنفسِهِ بِأنه أهلٌ لِلثِقة وجديرٌ لِلإيفاء بالعهد وأنه استحق أن يكون عضوًا فاعِلًا في المنظومة
الإنسانية .
وعد الله حديد



كل التفاعلات:
٣ارق ملاك، وMansour Benmansour وشخص آخر