روايتي فارس الشجره lord of the tree ……. الجزء الثاني ……. وقد مرت بنا السنوات سريعا لينتقل بنا المشهد ليس بعيدا عن ما تركنا فيه الفتاه القروية المسكينة والطفل البطل الصغير الأديب محمد يوسف البيرت فارس

روايتي فارس الشجره lord of the tree ……. الجزء الثاني ……. وقد مرت بنا السنوات سريعا لينتقل بنا المشهد ليس بعيدا عن ما تركنا فيه الفتاه القروية المسكينة والطفل البطل الصغير البيرت فارس المستقبل البطل المسلم الشجاع المغوار نموزح التعايش المشترك التعاوني السلمي السمح قيم المحبة وتعاليم السماء وقد تركناهما منذ مدة من الزمن وهما يحتاجان معا إلي المساعدة العاجلة أمام بوابة أحد معسكرات الفرسان القريب من القصر الملكي الذي نشاهده الآن ونقترب رويدا رويدا من معالمه الملفتة للإنتباه في منظر جميل مهيب بقبابه العاليه التي تكاد أن تلامس السحاب وشرفاته المشرعه التي تضفي عليه المزيد من الجمال والغموض واعمدته الضخمه المحيطه به من كل الجوانب لتضفي عليه أيضا مذيدا من الفخامه والمهابه ثم نقترب منه اكثر لنشاهد السور العالي المحيط به من كافة الجوانب والذي تتخلله الابراج الكثيره المدججه بالحراس حاملي السيوف والرماح والسهام كما تضفي عليه بوابته الاماميه الضخمه التي تعج أيضا بالحراس والفرسان المدججين بالسيوف والدروع مذيدا من المهابه والغموض والرعب من حتي مجرد الإقتراب منه ومع تشجعنا واقترابنا اكثر نلاحظ من داخله منظرا آخر أكثر جمالا وروعه وراحة للنفس إبداع من العاطي الوهاب حيث تأخذنا وتتملكنا من الداخل رائحه الأزهار الجميله وألوانها البديعه وسط مساحات كبيرة من المروج الخضراء والتلال الطبيعية وحتي المصنوع منها بأيدي البشر حول بحيرات متصلة ومتقطعه من المياه الصافية الزرقاء ويذداد المشهد جمالاً على جماله وابهارا فوق ابهاره ونحن نرى أميره المملكه ووليه عهدها الاميره الجميله اليزبيث وهي ترتدي فستانا لا يقل جمالا عنها وعن ما حولها من الأشجار وازهارها البديعة وهي تتشمس تحت شجره يكسوها الكثير من الألوان في يوم ربيعي مشمس جميل لا يتكرر كثيرا في مملكتهم التي تتميز بالطقس البارد في معظم شهور السنه ومع روعة المشهد وجماله نقترب اكثر لنشاهد اميرتنا الجميله وهي تداعب قطتها الصغيره المدلله وتهمس لها وتقول وهي لا تدري أنها إنما تستفذ قلبها المشغول بما لم تكتشفه بعد ممن يسكن فيه ( لا أعرف ما الذي يختلف بك عنهم أو ما الذي يميزك عن غيرك من الرفاق والاصحاب والمقربين ) وقبل أن تكمل همسها وما تظن أنه لقطتها قاطعتها وصيفتها المقربه كارلا وقالت لها الموكب جاهز يا مولاتي والجميع في انتظار سموك علي احر من الجمر للتحرك …… لينتقل بنا المشهد سريعاً مره أخرى إلى الغابه الكبيره المحيطه بالقصر الملكي ذات الأشجار الكثيفة العاليه فنشاهد داخلها من بعيد أحد الفرسان قوي البنيان راقي الفكر عميق الوجدان يقف بجوار شجره كبيره قديمه لا يغيرها يأتي إليها باستمرار أسبوعيا إن لم يكن يوميا تقريبا بعد نهايه عمله وتدريباته في معسكر الفرسان أو حتي مهامه الحربية خارجه ولا يبرح مكانه لفترات طويلة حيث شجرته المفضله وما تحمله ويحمله له نفس المكان من زكريات محفوره في العقل والقلب والوجدان ويظل منتبها بجوار شجرته أو خلفها حتي يحقق مبتغاه وقد ينتظر طويلا جالسا أو واقفا خلف هذه الشجره الضخمه الكبيره في عمر الزمان وقد يصادف الفارس مبتغاه وقد لا يصادفه. وها هوا اليوم يمني نفسه بالأمل ويشغلها بالتأمل فيما يرسمه ويتمناه وقد كان من حسن حظه أن اليوم مشمس وجميل ومناسب جدا للتريض والنزهه والتأمل في جمال الله وإبداعه في خلق كل شيء وعلي رأس كل شيء إبداعه سبحانه وتعالى في خلق الانسان وأميرة قلب الفارس المتأمل الحيران وقد بدأ القلق يسري إلي قلبه العمران ويظهر رويدا رويدا علي وجهه ونظره لا يفارق الطريق البعيده عله يصادف ما ينتشله من قلقه والتوهان وقد جعله القلق والشوق يتحرك يمينا ويسارا حتي أنه أخذ يكلم حصانه وكأنه يشكو إليه شوقه وقلقه من ألا يصادف مبتغاه الذي طال انتظاره والحصان يصهل ويرفع رأسه ويخفضها وكأنه يقول له انتظر ولا تقلق أيها المتعجل الحيران لقد ازعجتني أيها الإنسان المسكين الغلبان وقد أدرك فارسه الهمام ذلك فقرر ألا يزعجه مجدداً وتركه وتحرك إلي الأمام وذهب بنظره بعيدا لعل الأمل يتجدد ويري من علي البعد مبتغاه وامله وهواه وأخذ يمني نفسه متعجبا مما أصابه وارداه وكيف حدث له ذلك وهو الذي لم يكف يوما عن عمله وتدريباته وقراءاته وتاملاته ورعاية السيده التي أوقفت كل حياتها من أجل تربيته ورعايته دون أن يدري أن للهوي أحكامه التي لا دخل للعقل فيها فالقلب هو محركها وهو وحده الآمر والناهي فيها وأنه هو من شغله وارداه وقد أطال الفارس النظر بعيدا حتي كاد القلق أن يوهنه وبدأ اليأس يدب في قلبه ويحزنه فرجع إلي الخلف مجدداً وأمسك بلجام حصانه وهوا يقول له هيا بنا يا صديقي فلم يعد لنا نصيب اليوم في رؤية من نرجوه ونأمله وقبل أن يمتطي ظهره صهل الحصان ودفعه برأسه للخلف وكأنه يقول له مشفقا عليه أنظر بعيدا أيها المبتلي الغلبان. وإذا بالأمل يتجدد لدي الأخير وإذا بقلبه يكاد أن يقفز من صدره إلي الأمام وإلي مبتغاه يطير وإذا به يرى الأشجار وقد اذدادت خضره والحشاءش وقد اذدادت نضره وكأنه ولأول مره يستمع لزقزقه العصافير وكأنها ولأول مره من حوله تغرد وتطير فاذداد المشهد أمامه جمالا وروعه حتي أنه وقد تيبست رجليه وتثمرت في الأرض قدميه قبل أن يفيق من فرحته الغامره ويقفز مختفيا خلف شجرته وزكرياته وشجونه وما أصاب قلبه واوهنه وادمي وجدانه وارهق عيونه ……. مع أطيب تحياتي الأديب محمد يوسف

قد تكون صورة ‏نص‏

عرض الرؤى

معدل وصول المنشور: ٠

أعجبني

تعليق

نسخ

أضف تعليق