حقيقة الدنيا !! ..صلاح محمد المقداد


حقيقة الدنيا !! ..

————————-

وما هذه الدنيا سُوى وهم واهمٍ

ولعبة مغرورٍ تمنى دوامها .

إذا أضحكتهُ اليوم تُبكِيْهِ في غَدٍ

وتجعلهُ العَانِيْ بشأنِ مَهَيْلَها .

وفي كل يومٍ لها شؤونٍ عَدِيْدَةٍ

تُنافي بها ماكان في يوم أمسها .

وكم خَلَفَتْ وعداً لمن وعَدَتْ مَدَى

وأندرُ مانلقاهُ في الدهر برها ؟ .

ولو دامت الدنيا لمن رَامَ خُلدَها

لظل رسول الله سَاعٍ بظهرها .

ولكنها دار ابتلاء ومحنة

وموطن أكدارٍ تضيقُ بأهلها .

وما أشبه الدُنيا بظلٍ زَوَالَهُ

هو ذلك المحتُوم إنْ رُمْتَ فهمها .

وكم عاشقٍ يهوى ويخطبُ ودها

ولا يُدرك المسكين غاية وصلها ؟ .

وإني أرى الدنيا بعين تبصرٍ

وما يظهرُ منها يُجافِيْ خَبِيْئها .

تراها على شيءٍ لحينٍ بصورةٍ

وفي صورةٍ أخرى ترى العين غيرها .

وتبتسمُ الدنيا بوجهكَ فترة

وتُبْدِيْ عُبُوسًا والتجهمُ طبعها .

وحال بني الدنيا على غير ثابثٍ

وتختلفُ الأحوال والسُوء عهدها .

وفي هذه الدنيا ستحظى بمُبتغى

وتُحرمُ أشياءً تُريد امتلاكها .

ومِنْ عَادةِ الدنيا تُمَنِيْ نفوسنا

بحاجاتنا فيها ونعدمُ نيلها .

ولسنا على الدنيا على حَالِ واحدٍ

ويجمعنا فيها تعاظمُ كذبها .

وكم غَرَتْ الدنيا أُنَاس تَجَشَمُوا

فيها الصعاب الكُثْرِ وما تَمَ سهلها ؟ .

وكم أفسدتْ أهل صلاحٍ وغَرَرَتْ

بمن ليس يدري ماحقيقة شأنها ؟ .

ولا زالتْ الدنيا تمكرُ بالورى

وتُتقنُ ماتأتِيهِ مِنْ شَرِ مكرها .

وأسعدُ إنسان مَنْ ليس تنطلي

حِيِلتها العظمى عليهِ وزيفها .

ويدري بما تَعنِيْهِ في كُل لحظةٍ

ويكتشفُ دومًا حقيقة أمرها .

ومَنْ يجهل الدنيا فإني خَبرتها

شقاء وأتعابَُ لمن شُغِلُوا بها .

صلاح محمد المقداد

17 – 6 – 2024م – صنعاء –

عرض الرؤى

معدل وصول المنشور: ٩

أعجبني

تعليق

نسخ

أضف تعليق