حقيقة الدنيا !! ..
————————-
وما هذه الدنيا سُوى وهم واهمٍ
ولعبة مغرورٍ تمنى دوامها .
إذا أضحكتهُ اليوم تُبكِيْهِ في غَدٍ
وتجعلهُ العَانِيْ بشأنِ مَهَيْلَها .
وفي كل يومٍ لها شؤونٍ عَدِيْدَةٍ
تُنافي بها ماكان في يوم أمسها .
وكم خَلَفَتْ وعداً لمن وعَدَتْ مَدَى
وأندرُ مانلقاهُ في الدهر برها ؟ .
ولو دامت الدنيا لمن رَامَ خُلدَها
لظل رسول الله سَاعٍ بظهرها .
ولكنها دار ابتلاء ومحنة
وموطن أكدارٍ تضيقُ بأهلها .
وما أشبه الدُنيا بظلٍ زَوَالَهُ
هو ذلك المحتُوم إنْ رُمْتَ فهمها .
وكم عاشقٍ يهوى ويخطبُ ودها
ولا يُدرك المسكين غاية وصلها ؟ .
وإني أرى الدنيا بعين تبصرٍ
وما يظهرُ منها يُجافِيْ خَبِيْئها .
تراها على شيءٍ لحينٍ بصورةٍ
وفي صورةٍ أخرى ترى العين غيرها .
وتبتسمُ الدنيا بوجهكَ فترة
وتُبْدِيْ عُبُوسًا والتجهمُ طبعها .
وحال بني الدنيا على غير ثابثٍ
وتختلفُ الأحوال والسُوء عهدها .
وفي هذه الدنيا ستحظى بمُبتغى
وتُحرمُ أشياءً تُريد امتلاكها .
ومِنْ عَادةِ الدنيا تُمَنِيْ نفوسنا
بحاجاتنا فيها ونعدمُ نيلها .
ولسنا على الدنيا على حَالِ واحدٍ
ويجمعنا فيها تعاظمُ كذبها .
وكم غَرَتْ الدنيا أُنَاس تَجَشَمُوا
فيها الصعاب الكُثْرِ وما تَمَ سهلها ؟ .
وكم أفسدتْ أهل صلاحٍ وغَرَرَتْ
بمن ليس يدري ماحقيقة شأنها ؟ .
ولا زالتْ الدنيا تمكرُ بالورى
وتُتقنُ ماتأتِيهِ مِنْ شَرِ مكرها .
وأسعدُ إنسان مَنْ ليس تنطلي
حِيِلتها العظمى عليهِ وزيفها .
ويدري بما تَعنِيْهِ في كُل لحظةٍ
ويكتشفُ دومًا حقيقة أمرها .
ومَنْ يجهل الدنيا فإني خَبرتها
شقاء وأتعابَُ لمن شُغِلُوا بها .
صلاح محمد المقداد
17 – 6 – 2024م – صنعاء –
أعجبني
تعليق
نسخ