=======
قصة زواج
=======
ضحك الرجل السبعيني وراح يمسح جبهته بيده عندما سألته عما يذكره من قصة زواجه وتنهد ثم مال على شقه الأيمن ليواجهني وينظر الي وجهي ويقول : إنك تذكرني بوالدتي رحمها الله تعالى عندما جاءتني لتخبرني ان بنت جارنا فلان قد كبرت وبلغت سن الزواج وأريد أن اخطبها لك ولم تكن الرؤية الشرعية كما تسمونها انتم اليوم متاحة في أيامنا وكانت رؤية الأم لها تكفى وكانت امي تكثر الذهاب والمكث لديهم وكانوا يكرمونها أشد الكرم وكانت امي رحمها الله تحب الاكل كثيرا وكانت كلما ذهبت إليهم تأكل عندهم ولا يتركونها دون إطعام وكانت كلما عادت تجهز لي الطعام وادعوها لتأكل معي قالت إنها اكلت عند ام فلان. راحت امي تكثر الكلام في هذا الموضوع الي أن الانت دماغي وقلت لها : اذهبي فاخطبيها وشوفي طلباتهم. المهم مرت الايام وانا اجهز مطرحي وهم يجهزون ابنتهم الي أن جاءت ليلة الدخلة وكانت الأفراح والليالي.الملاح ودخلت بعروسي واذا بي لا أجد أيا من المواصفات التي قالت امي عنها. فلا هي بيضاء ولا شعرها ناعم ولا هي بالجميلة التي تزيح البدر من مكانه لتجلس هي عليه ولا هي بالتي تجعلني ادوخ عندما انظر إليها ولا هي بالتي تحل من حبل المشنقة. وإنما دخت من شدة المقلب الذي أخذته فبنت الناس سوداء دميمة ما إن وقعت عليها عيناي حتى اشحت ببصري بعيدا وذهبت في اتجاه باب الاوضة علشان انادي الوالدة لترى ما أرى ولكن وجدت الباب مغلق من الخارج مما اضطرني لارفع صوتي لكي تأتي ولما كانت خارج الغرفة امرتها بأن تفتح فرفضت وقالت حتى يتم المراد وذلك معك حتى الصباح صرخت فيها وقلت لها لن يتم المراد وهذا ليس ما اتفقنا عليه انت بعتيني. أنا لا أصدق ما يحدث انت اكلتي بي اكلوك ايه لكي تقعي وتوقعيني معاك؟ ضحكت وقالت اكلت كل شي حمام وبط ووز وحلويات أشكال وألوان واهي بنت زي كل البنات سيبك من الحلو والماسخ وادخل على مراتك وهي اللي فيها البركة. جن جنوني فأنا لا أصدق ما يقال وعدت الي العروس لاجدها تبكي وتريد العودة إلى بيت ابيها. تدخلت بالسؤال في هذه اللحظة وسألت الرجل عما فعله بعد ذلك فقال لي :العمل عمل ربنا هي الآن في ذمة الله بعد أن أهداني الله منها سبعة من الأبناء الذين تراهم من حولي يخدمونني باعينهم بعد وفاة امهم وامي وتلك ذكرياتي عن ام الاولاد التي اسأل الله لي ولها الرحمة كانت نعم الزوجة والسند والنصر بالرغم من أشياء كنا نتمناها ولم نجدها ولكن كلما اتذكر قول الله تعالى ( وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا) وهنا وضعت كوب الشاي بعد أن انتهيت من شربه وودعت الرجل وانا خائف ان اكون قد قلبت عليه ذكريات لا يحبها ألقيت عليه السلام. صافحته ومشيت.
(عبدالرحيم العسال مصر سوهاج أخميم)
كل التفاعلات:
٢Tghred Ahmad ومحمد عزت
مجلة نداء الرؤح لفرسان الكلمات 