خرابيش قلم
ل فاطمة زعيم .
Fatîma Zeyîm
العائد…
دخل على اطراف اصابعه بهدوء لص وحنكة مراوغ ولج الباب نظر حوله متفحصا كل ركن من أركان المنزل بحنين مشتاق تنفس رائحة البخور المعتق التي لازالت عالقة في انفه
الياسمينة كما هي.. بوردها ورائحتها النفاذة التي تنادي من بعيد .. ان ها انا
و…
على اريكة امام التلفاز ترقد امراة خمسينية تحتضن صورة شاب عشريني يرفع يدها عن الصورة برفق عاشق يحدق فيها … يدقق في تلك الملامح …انه يعرفها جيدا
تذكر كيف تلصص من تلك المجموعات الارهابية وتوجه الى مدينة ليست له، عاش فيها حياة ليست حياته
كيف عافر الحياة وعافرته و تقمص شخصية ليست شخصيته كل هذا فقط ليعيش بعضا من اشلاء حياة
جال بعينيه في انحاء المكان مدققا التظر گ كاميرا حديثة فقدت فلاشها
هنا وهناگ صور متناثرة على حيطان المنزل مسورة بالغار لنفس الشاب المحتضَنة صورته إنها نسخة طبق الاصل عنه كانها بُثت فيها الحياة
بحث في غرفة اخرى عن امراة تقاربه السن وعن طفل… يجب ان يكون الان في الثالثة… هكذا خمن
ليست هنا… قد رحلت كما كل جميل في حياته
اذا.. اذا…
لم يبق له سواها…
ربت بحنان على وجنتيها مسح دمعتين فارتين من مقلتيها وهي راقدة في حضن الصورة
فتحت عينيها…. حملقت… حدقت جاحظة الفم… باهتة الصدغين… غير مصدقة.. شهقت… مشدوهة حتى كاد ان ينقطع منها النفس…
إنه…
إنه… ابنها الشهيد … قد عاد من الممات
خرابيش قلم
ل فاطمة زعيم .
Fatîma Zeyîm
