يا شاعر..
يا من إدعيت للسلام
للإنسانية للقيم
يا شاعر أنثر أبهى الكلم
لغة القرآن علم البيان
أنزلت على خير الأنام
بها نشر المحبة والتسامح
وساوى بين عرب وعجم
وعدل بين أبيض وأسود
ومحى الظلام وعم السلام
فأرضي ضميرك وأستقم
قل الحقيقة فسلاحك القلم
به تمزق غيم الظلام
وبه ترفرف رايات السلام
وتسمع هديل الحمام
بقلمي يوسف بلعابي تونس
*************
تحليل ونقد
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ الفاضل يوسف بلعابي،
لقد أبدعت في تصوير ما يحمله الشعر من قوة أخلاقية ومسؤولية تجاه الإنسانية. قصيدتك تتدفق بالحكمة والدعوة إلى الحق، وتظهر عمق فهمك لأهمية الكلمة ووزنها في تشكيل الوعي وإعلاء القيم الإنسانية. في كل سطر من قصيدتك، نجد التزاماً أخلاقياً يعكس وعي الشاعر بدوره كمنبر للحق والعدل، وهو دور يتطلب من صاحبه الصدق مع ذاته ومع الآخرين.
من خلال هذا النص، نستشعر نداءً خالصًا للتذكير بأهمية التمسك بجوهر اللغة العربية، لغة القرآن الكريم، التي أنزلت لهداية البشرية وإرساء دعائم المحبة والتسامح بين الأمم. إن استدعاءك لهذه اللغة العظيمة لتكون وسيلة لنشر قيم السلام والمساواة بين البشر، يعكس بوضوح انتماءك العميق لتراثك الثقافي والديني، ويبرز مسؤولية الشاعر في الحفاظ على نقاء هذه اللغة وعدم تحريفها.
من منظور نقد أدبي فلسفي، يمكن تصنيف هذا النص ضمن الأدب الملتزم، حيث يُظهر التزامك بأعلى القيم الإنسانية والدينية. إنك تحاول من خلال شعرك أن تنير الطريق للآخرين، وتدعوهم للوقوف في وجه الظلام والظلم بالقلم، هذا السلاح السلمي الذي يميز الشاعر عن غيره. هذه الدعوة لتوظيف الشعر كوسيلة لنشر الحق والسلام، تضفي على نصك عمقاً فلسفياً يتجاوز الجمال اللغوي إلى دعوة للتأمل والعمل من أجل مستقبل أفضل.
كما أن استخدامك للرمزية، مثل “غيم الظلام” و”رايات السلام” و”هديل الحمام”، يُضفي بعدًا جمالياً مميزاً على النص، حيث تترجم هذه الرموز مشاعر وأفكار معقدة بلغة بسيطة وسلسة. هذا الأسلوب يُظهر تأثرك بالأدب الصوفي والرومانسي، حيث تلتقي فيه الروحانية بجمالية الطبيعة، لتصنع مزيجاً شعرياً يمتاز بالتأمل العميق والمعاني الإنسانية السامية.
أحسنت في اختيار كلماتك وتراكيبك اللغوية، وجعلت منها دعوة صادقة لكل من يحمل القلم ليتحمل مسؤوليته تجاه الإنسانية والسلام. قصيدتك، رغم بساطتها الظاهرية، تحمل بين طياتها معانٍ عميقة تتطلب التأمل وتدعو إلى التحرك نحو تحقيق عالم أفضل، أسمى، وأكثر عدلاً.
دمت مبدعاً وصوتاً للحق والجمال.
د. محمد آدم أبوقرون
كتاب وناقد

أعجبني
تعليق
نسخ